صناعة الخابية والفرن البلدي الحوراني
بقلم الأستاذ المهندس: مفلح علي الحريري
رأيت أمي رحمها الله تعالى وقد
صنعت الخابية والفرن من المواد التالية
نقارة أو طحين الحجر الأزرق البازلتي الذي كنا نبني فيه البيوت الحورانية القديمة والقناطر
بحيث تجعل مسحوقه مثل الطحين تقريبا أو أخشن قليلا
وتفتت أكياس القنب التي نسميها كيس قلم أحمر أو قلم أزرق
تقوم بخلط العنصرين مع بعضهما وتضيف للخليط الماء
تترك هذا الخليط أو العجينة حتى تختمر وتكون عجينة بحيث يذوب القنب والمادة الصمغية الموجودة فيه لتشكل العجينة المتماسكة قليلا
ثم تضع قاعدة على الأرض وتمد العجينة في القاعدة على شكل دائري ثم تبني جدار الخابية مبتدئة بدائرة أو أسطوانة صغيرة ثم تكبر قليلا أي منتصف جسم الخابية ثم تبدأ بتصغير الأسطوانة حتى منطقة فم الخابية أو بابها وكانت تصنع لها قبضتان أو أذنان ليتم المساعدة في الحمل
يكون جدار الخابية حوالي 7 أو 6 سنتمترات سماكة
ثم تترك هذا الهيكل فترة زمنية حتى يجف تماما من الرطوبة
وبعدها تملا الخابية وبالحطب أو الجلة وتضع حولها كومة من الحطب والجلة كافية لرفع درجة الحرارة إلى درجة كبيرة بحيث تشوي هذا الهيكل ليتعحجر تماما
وبعد أن يبرد الهيكل تنظف الخابية من المخلفات أو مخلفات الاحتراق وتوضع في بيتها المخصص في زاوية نظيفة وأمينة ويكون لبيت الخابية الموجودة في قاع الدار أو عند باب الدار سقف وباب نظيف لحمايتها من الحشرات والأفاعي وغير ذلك من الشوارد
كذلك تفعل بالفرن أي فرن الخبز
وتصبح الخابية جاهزة للاستعمال
حيث تكون مياهها حلوة نظيفة باردة صيفا دافئة شتاء
كل ذلك قبل ظهور البرادات والتي ظهرت بالسبعينات تقريبا من القرن العشرين بعد توفر الكهرباء في الريف السوري
أما أصل الكلمة الفصيح فهو من مادة خبأ بهمز الألف
خبأه أي ستره
وامرأة خبأت بضم الخاء وهمز الألف أي لازمة بيتها
والخبء ما خبئ وغاب كالنبات في الأرض والمطر في السماء والمخبأة بضم الميم هي الجارية التي لم تتزوج بعد
والخابية هي الحب تركوا همتها إذ كانت الخابئة فصارت الخابية بترك الهمزة
هذا وبالله التوفيق والسلام عليكم