نزل ضيفأ على قوم كرماء وكان صديقا قديما لهم ،فهب القوم إلى حظيرتهم وخزوا أفضل الذبائح اكتنازا ،ثم ثارت دخاخين الوليمة في الجو الربيعي المفعم بالجمال ،وفي المضيف المنيف ،كان كبير القوم يبالغ في استقبال الضيف ،يهلل ويرحب ويقدم القهوة العربية الفاخرة للضيف القادم من بعيد ،
وكان من رواد مجلس القوم صبي بُهر بمراسم الاستقبال وبفضول الغر راح يتفحص الضيف ويحتك به ويلاطفه ،
ثم جلس إليه قال ،عمو
أريد أن تحدثني حكاية جميلة مما تعرفه من تجاربك في الحياة ،
سر الضيف بهذا الطلب وراح يسرد عليه قصة طريفة مشوقة عن شيخ عرب كان كريما وقد تزوج ابنة عمه وكان يحبها كثيرا لكنها للاسف لم تكن تنجب له ولدا ،حتى قدم ضيف اليه من مكان بعيد وبعد أن عرف حاله ومدى شوقه للولد اعطاه دواء ليساعده على الانجاب وبعد فترة وجيزة قدر الله وحملت الزوجة وصار يداريها ويهيء لها الخدم وكان يخاف عليها وووووو وكان الولد متشوقا أن تلد زوجة الشيخ طفلا يرثه ويحمل اسمه ويكون شيخا مثله ،
فقال للضيف عمو عمو ؟
خليها تجيب ولد يا عمو ؟
رد الضيف
قالو يا عمو ما دام القصة بايدي واني اللي حبكت الحكاية رح اخليها تلد توم ولاد
وفعلا كمل الضيف القصة وانجبت زوجة الشيج توم ولاد ذكرين حسب الرواية
وهكذا حالنا مع الاعلام عندما يحبك قصة من نسيج نوله
يجعلها أم الحقائق
وهي في الحقيقة كذب بكذب بكذب
بقلم الأستاذ المهندس مفلح علي الحريري
انضموا ل...منتدى حوران