منتدى حوران دوت كوم منتدى حوران دوت كوم
random

آخر الأخبار

random
recent
جاري التحميل ...

"حمام العريس" و "زَفة العريس"

 



"حمام العريس" و "زَفة العريس"

و "الفاردة" و "لصق العجينة"

و "تجلاية العروس" و "دزة العريس" 

"حمام العريس" و "زَفة العريس" و "الفاردة" و "لصق العجينة" و "تجلاية العروس" و "دزة العريس"    علامات فارقة للعرس في حوران،  و "الزفه" تعني الإعلان عن ولادة أسرة جديدة.

علامات فارقة للعرس في حوران،

و "الزفه" تعني الإعلان عن ولادة أسرة جديدة.


قد يبهرنا الحاضر بما يحمله من قيم جديدة يفرضها على مختلف ملامح الحياة يوما بعد يوم، ولكن تبقى الذكريات بحلوها و مُرِها وقود الإنسان و تذكار الماضي،فهل كانت الحياة حقاً حلوة بسيطة و عفوية، أم هي حلاوة الذكرى تُزيّن في عيوننا الماضي فَنستَلِذُ بهِ.


يوم العُرس يبدأ  مع "حمام العريس" :في العادة يقوم أحد أصدقاء العريس بدعوته إلى بيته ،حيث يتم (قص شعر و حمام العريس و تلبيس العريس الملابس التقليدية المخصصة لمثل هذه المناسبة،والتي أصبحت هي الأخرى في عالم النسيان)،و يجتمع حوله أصدقاءهُ، و  تبدأ الزفة (عند انتهاء الحمام)  من البيت الموجود فيه العريس حتى يصل إلى بيت أهله، حيث يركب العريس على الحصان، ومن حوله الصبايا والشباب يرقصون، ويزغردون ويغنون، وأجمل ما في الموضوع مشاركة أهل المنطقة في الزفة سواء أكانوا يعرفون العريس أم لا،

ومن تلك المشاهد الجميلة التي أتذكرُها ،خروج النساء إلى أمام منازلهم أو من خلال نوافذ بيوتهن و هُنَّ يرشون الحلوى والسكاكر والرز على العريس والذين يزفونه،مُعبرين عن فرحهم لَه، ومن الأغاني التي كانت تردد:

طلع الزين من الحمام الله واسم الله عليه/ العريس زين وذكره زين العريس يا كحيل العين/العريس خاطبـه ربه جمعة وليلة الاثنين.ويقف الرجال قليلاً وهم يرددون:

درج يا غـــــــزالي مــــال الناس ومــــــالي دير الميّ عالعريس واتهني يــــا أم العريس عريسنا زين الشباب وزين الشباب عريسنا.


ويستمرون يرددون الأغاني والهجينيات سائرين إلى مكان الزفة الرئيسي(ساحة أمام البيت أو الساحة الرئيسية للحارة أو الحي)، وهناك تبدأ رقصات الدبكة فترة طويلة من الزمن على أنغام المجوز والشبابة و  الطبل ،ويقوم أحد الموجودين بترديد الأغاني والبقيه ترد عليه وتقول:

رشو من العطر على العريس / كل احبابه حاوليه ياعريس يابو العقال / من وين صايد هالغزال ياعريس يابو الربطه / من وين صايد ًيا محلا ضرب الشباري / يا محلا ضرب الشباري ياويل اللي يعادينا.. / يطلع برة يلاقينا عريس الزين وياغالي / ياعود اخضر وشيالي والبوسه منه بتحلالي / عريس الزين مابيعو لو جابلي الثمن غالي / لو جابلي الثمن غالي».


و «من عادات وطقوس الزفة الحورانية ممارسة "الدحيه" أو ما يعرف ب "السامر البدوي" ،وهذا يعني أن هناك مجموعه من الرجال يقفون مقابل بعضهم بعضاً ويرددون بالأهازيج ،فيقولوا: يا حلالي يا مالي يا ربعي ردو عليا / والله يالي زغرتي يام العيون الغاظيه لله يسعد مساكم ياهل الوجوه الرضيه / يا هلا بك ويا هالي انستونا بملقاكم في حارتنا العاظيه / يا هلا بك ويا هالي سلام الله عليكو مع مليون التحيه / يا هلا بك ويا هالي يا ام الطرف المبلول يا حلوه ويانشميه / يا هلا بك ويا هالي هلّي بالشعر المجدول والرقصه الحورانيه حِيلِّي.  حيي.. حِيلِّي حيي.. حِيلِّي حيي.. حِيلِّي حيي».و عند الانتهاء من ممارسة "الدحية" تنتهي زفه العريس .     


و بعد انتهاء زفة العريس يقدم طعام الغداء لكل المدعويين و هو المنسف الحوراني(الطبيخ المليحي  المحضر من البرغل المطبوخ و اللبن المطبوخ من الكثي أي الهقط أو ما يعرف بالجميد،و يُكلف المنسف باللحم مع عظمه،لحم الخراف أو العجل ،و الكبه اللبنية و المقلية و يُصب على وجه المنسف اللبن المطبوخ مع السمن العربي أو المقطوطة و هي اللبن المطبوخ مع البندورة و البصل و قطع صغيرة من اللحم)، و  كذلك منسف الهفيت(عبارة عنطبقات من خبز الشراك و المُشرب بمرق اللحم مع الأرز و اللحم و الصنوبر و اللوز المقلي بالسمن العربي،ثم تشرب باللبن المطبوخ بالسمن العربي.

و بنفس الوقت يبعث أهل العريس بعدد من المناسف للغداء للعروس و صديقاتها.


بعد صلاة العصر حيث يكون طعام الغداء قد قدم للجميع يتجمع أهل العروس و كل المدعوين وينطلقون بشكل جماعي بالفاردة(و التي أخذت اسمها من الفارد و هو الجمل المزين و المزركش أو الفرس، و كانت الفاردة تقتضي أن يأتي أهل العريس بقطار طويل من الإبل فارداً وراء فارد) إلى بيت خال أو عم العروس (الذي دعاها خصيصاً لهذه المناسبة)من أجل نقلها إلى بيت العريس.

وفي العادة يتقدم الرجال من وجهاء القرية و كبار القوم و الشباب، النساء المشاركات بالزفة من أقارب العريس من أخواته وعماته وخالاته،

و اللواتي يغنين أغانيهن الخاصة:

مسيكم بالخير وهي يا ناسَايبنا        مسيكم بالخير وقوموا بواجبنا

مسيكم بالخير وهي يا ناسايبنا        مسيكم بالخير واسقونا المـــــية

مسيكم بالخير وهي يا ناسايب        مسيكم بالخير وقومو بالواجب

دلينــــــــــي عادار أبــــــــوك        يا بيضه يا مربوعـــــــــــــــه

واهلك شيوخ البلــــــــــــــــــد        وهي يا سبوعـــــــــــــــــــــــه


و عند وصول أهل العريس و مرافقيهم،يلاقيهم أهل العروس بالأغاني،و بانتظار خروج العروس تقام الدبكات


و تتسابق النساء في الغناء و "بالمهاهات" بانتظار خروج العروس،فتتباهى أم العريس بإبنها قائلةً:

آه هي حوطتك بالله/ آه هي و زهر البساتين

آه هي يا مصحف صغير/ آه هي قدام السلاطين ،

ثم تزغرد النساء.

ثم يأتي دور أم العروس لتمدح ابنتها،قائلةً:

آه هي يا طولك طول النخل

آه هي و الشعر زي الليل

آه هي و هاد العريس صاد الغزالة إللي عليها العين،

ثم تزغرد النساء.و هناك  الكثير من هذا النوع :


بعد تضييف الفاردة القهوة العربية،يلتمس والد العريس او ولي امره(أحد وجهاء البلد) من والد العروس ان يأخذ عروستهم ،ويسأل اذا كان خالها( أو عمها) يطلب شيء لأنه خال العروس و له ( واجب العباءة).

بعدها يأذن والد العروس بأخذها ويقوم خالها بتلبيسها العباءة(دليلاً عن رضاه و مباركته  هذا الزواج)و بإخراجها وسط الاغاني والاحتفالات و قبل أن تركب في الهودج (و الذي يتسع عادةً للعروس و وصيفتها ، وهي إحدى أخواتهـــا أو جاراتها أو

قريباتهــا) أو على الفرس أو اليوم في الىسيارة المزينة،تبدأ مراسم النقوط.

و هنا يتقدم احد الأشخاص المعروف بخبرته وتجربته في مثل هذه المواقف، ويتمتع بصوته القوي، يقف أمام العروس، ويبدأ عملية "الشوباش" فيتقدم والد العروس، وتبدأ مراسم النقوط، من الأب كفاتحة خير ومباركة منه لابنته، يتبعه بقية العائلة والأصدقاء، ليشمل الأمر أغلبية المدعوين لحضور العرس. ومن العبارات التي يرددها "الشوباش" عبارات مثل: "خلف الله عليك يا أبو فلان، وان شاء الله منكافيك بالفرح، وهذا النقوط للعروس... يخلف الله عليك يابو فلان ومحبة او كرامة براس اهلك، وهذا النقوط للعروس... يخلف الله عليك، ونكافيك بالفرح... او عقبال العاوزين عندك، وهذا النقوط للعروس".


ويتم إعطاء النقوط الى إحدى النساء المقربات من العروس، ليتم تسليم المبلغ للعروسين، عند انتهاء مراسم النقوط، وبعد وصول العروس الى منزل العريس، يتم أيضا تقديم النقوط أمام منزل العريس، ولكن هذه المرة يقدم النقوط من أهل العريس والمقربين منه فقط»


وهنا تبدأ النساء من أهل العروس بالغناء لأزواجهن وإخوانهن فخرا بهم ومدحا لهم. ويغنين للعروس تمجيدا لأهلها:


هيلك يا فاطمة كلهم إسبوعه        خوخ وسفرجل مخيم على الينبوعه

هيلك يا فاطمة كلهم سلاحي        خوخ وسفرجل مخيم على التفاحي

هيلك يا فاطمة كلهم أكابر        خوخ وسفرجل مخيم على البيادر.


وطبعاً جميع أخوات العروس وأهلها وصاحباتها يبكين ويرددن:

رفقات العروس تعالوا تانودعها / وإحنا نودع وهي تسكب مدامعها

خيتنا يا عروس لا تبكي وتبكيني / نزلت دموعك على خدك حرقتينا

لا تطلعي من بويتي يا معدلتي / افرحي وتهني».


وتقود الفاردة طريقها وسط الاغاني و الزاغاريد والاحتفالات حتى الوصول الى موقع الفرح(منزل أهل العريس) ،حيث يخصص ( لوج ) للعروس لحين وصول عريسها مع الزفة والذهاب الى بيتها.


وهن اللواتي يقمن بالغناء والأهازيج أثناء إخراج العروس من منزل خالها، وهنا يقلن:طالعين من باب هالدار لابسين ملبسين

لابسين الجوخ الأخضر على كتوف السلاطين

يخلف عليكم كثر الله خيركم

بالفرحه نجيكم ونهني عيلتكم.


و تنطلق الفاردة بمقدمتها جمل عليه هودج العروس أو فرس(و التي أصبحت في السيارات فيما بعد)و أمامهم بعض الخيالة الشباب تلعب و تتفاخر للتجول في شوارع القرية،  برفقة جميع المحبين وترافقه زغاريد النساء والأهلو الأغاني و الطبل أو الدربكة، إلى أن تصل إلى منزل العريس.


و تقف أم العريس باستقبال العروس عند البوابة الرئيسية للمنزل، وما إن تصل العروس حتى تقوم أم العريس برش السكاكر و النقود، ويتسابق الأطفال على التقاطها و جمعها،وسط أجواء من الفرح والغناء، ثم يقدم قطعة من العجين للعروس و التي تقوم بلصقها على الجدار الخارجي لمنزلها الجديد،مصحوبة ببعض الكلمات وهو أمر يراد منه أن تدوم إقامتها في هذا المنزل، و بعدها تدخل العروس المنزل و تجلس على كنبه مزينة مُعَدة خصيصاً لها ،و تقوم مجموعة من النساء "بتجلايتها"، ويكون ذلك :بأن تضع العروس يديها على جبهتها مشبوكتين بشكل مقلوب بحيث يكون باطن الكفين إلى الخارج ثم تمسك إحدى النساء بالعروس وتقوم بهزها وتقوم النساء الأخريات بترديد الأغنية التالية:


أول ما نبدي/ صلوا عالنبي/ أولها لمحمد/ وتاليها لعلي/ لبست جديد هدوم/ شلحت جديد هدوم/ والدق عالزردوم/ واقلبوا بيدي/ لبست جديد الجوخ/ شلحت جديد الجوخ/ والدق عالزردوم/ واقلبوا بيدي».


و بعد الانتهاء من مراسم  "تجلاية العروس تؤخذ العروس إلى غرفتها وتجلس منتظرة قدوم العريس، الذي يكون قد وصل مع زفة الرجال ،وبعد أن يدخل منزله ويصل إلى باب الغرفة التي تتواجد فيها العروس تبدأ مراسم ما يسمى "دزة العريس" حيث يقوم مجموعة من الشباب بإمساكه ويقومون بدفعه بقوة إلى داخل غرفة عروسه، بحركات متتابعة إلى الأمام وإلى الخلف مرددين هذه العبارة المصحوبة بلحن معروف "والسايلة خطارة و ارماحنا"، وأيضا من الأغاني التي قد تسبق هذا الطقس هذه الأغنية والتي تعكس الحالة التي يكون عليها العريس في مثل هذه اللحظات:


"ماني جاسر ماني جاسر/ واخش البيت ماني جاسر"


"حبلا ياسر حبلا ياسر/ عمدان البيت حبلا ياسر"


و بعد أن يدخل الغرفة ،يقوم برفع الطرحة(غطاء على وجه العروس) و يجلس إلى جانبها تاركاً لمراسم الفرح أن تستمر ويغلب على هذه الفترة نوع من الغناء والأهازيج المعروف باسم "الفن"، ومن الجدير بالذكر أنه وأثناء تنفيذ "دزة العريس" تجري بعض الحركات المسلية والطريفة والتي كان بعض الشباب أو أحد أصدقاء العريس يقومون بها مع العريس كأن يقوم أحدهم بصفعه أو قرصه أو غيرها من الحركات التي يراد منها أن تحمل الأمل و الأماني بأن يكون من يقوم بهذه الحركات هو التالي في الزواج بعد هذا العريس،

و بعد كل  هذه المراسم تتم عملية المباركة و تنتهي الحفلة.

«لقد افتقد العرس في حوران للكثير من ملامحه الأصلية فمن حيث المدة لم يعد العرس كما في الماضي يمتد على مدار أربعة أو سبعة أيام مع نهايتها كان يقال "سبعت العروس"، وطريقة الزفة التي كانت تتم على الفرس ،و أيضا سباقات الخيل ، وطريقة إعداد العريس.

  بقلم  د. وليد الهواري


                                                 

لمزيد من التراث الحوراني اضغط هنا      

عن الكاتب

منتدى حوران دوت كوم منتدى حوران دوت كوم

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

منتدى حوران دوت كوم