منتدى حوران دوت كوم منتدى حوران دوت كوم
random

آخر الأخبار

random
recent
جاري التحميل ...

حديث من عبق الماضي الحوراني





 حديث من عبق الماضي الحوراني 




بقلم الأستاذ الدكتور أحمد الحريري

حديث من عبق الماضي الحوراني



في ذات ضحى ربيعيٍ طاب دفؤه وصفا جَوُّه لبست فروة جدي الثقيلة واخفيت تحت ابطي بساطا خفيفا لففته حتى غدا كوليد في كفال وامسكت بنفس اليد مقرر دراستي الذي سأمتحن به عما قريب لٍأصل الى جصةً اكتست بسجادة خضراء تتخللها صخور بيضاء لم ترتفع عن الارض الا بقدر ما ينهض  من الخراف النائمة 


وقد اخترت احداها مددت بساطي بجانبها اتخذها سنداً لظهري لتكون تلةقريتنا التي اكتست ايضا حلل الربيع  امامي تغري بصعودها الناس والدواب 


لو  تمتلك تلك التلة ذاكرة ترصد من صعدها وطاف حولها فلربما رأيت تلك العصابة من الطراز الاول التي ادهشت حسان بن ثابت ضربت خيامها حولها ولربما رأيت هرقل ينزل في القصر المردوم في زاويتها الجنوبية الشرقية والذي لم يُعرف الى اليوم الى اي حقبة يعود ولو انه  نُبش لغدا  قبلة السياح


لا شك انه قلعة  يحيط بها الماء المقتاد من الوادي المسحور لتشرب منه الفهود والسباع والضباع والذئاب ليلاً  وتترك الصباح للغزلان 


كم هي جميلة قطعان الأغنام والماعز تسرح في المراعي ولكنها اجمل عندما تتسلق ذلك الكوم 


ايهٍ يا كوم كم احتملت آهات من فقدوا  ابقارهم واغنامهم فصعدوا صهوتك يرسلون نظراتهم في الافاق بحثاً عنها


وايهٍ يا كوم سمعت آهات العاشقين تسلقوك لتكون مرقاباً يرصدون منه أحبتهم 


يا كوم كم جلس على حجارتك المكلومون والمفارقون لأحبتهم لم يجدوا مكاناً يسلي همومهم إلاك !!!!


يا كوم كم جلس اجدادنا وآباؤنا  وجلسنا معهم في الاصائل في واجهتك الغربية نرمق القرى المحيطة قريبها وبعيدها ونرمق هضبة اللجاة !!!


وآ هٍ يا كوم حملتنا صغاراً كان أقصى امانينا ان نصل إليك


ليت ان اللحظات والزمن يُكتنز ويُدخر لخبأنا من ذلك العهد الكثير الكثير


وفي جلوسي ذاك  اقرأ مقرري يقبل من اتشوق لجلساته يحمل في يده كتاب فامتحاناته اقتربت وهاهو يلقي السلام ويدنو مني نتبادل الحديث عن بديع هذا الضحى وتقع عينه على مقرري فيحمله لتنطلق من حنجرته الله  مدَّ ما قبل الهاء مد الحنين والوفاء 


مداً  يبعث البهجة في اذن سامعها


فقلت له ما ذاك ابا مهند 


ليخبرني ان مؤلف المقرر الذي سأمتحنه  هو استاذ درَّس آباءنا يوم كانت قريتنا طفلة لم يجاوز عمرها اصابع اليد الواحدة  فادهشني واسعدني 


وما عساني افعل بعد هذا الذي سمعت؟؟


لقد طرت شوقا الى باب مكتب الدكتور بعد انتهاء امتحاني وها انا اطرق عليه الباب لاسمع صوتاً خفيفا لم استبنه 


هل قال تفضل؟؟


ام قال مَن بالباب؟؟


ام قال لا يدخلن احد؟؟


لقد تجاهلت كل الردود المحتملة ودخلت فوجدته مطرقا في اوراق امامه رمقني بنظرة خاطفة ثم تابع نظره بالورق يسألني ما الأمر 


لاخبره ان زيارتي ليست لها علاقة بالمواد ولا الامتحانات ولا الاقتصاد 


وهنا يرفع الاستاذ نظره 


وما حاجاتك اذن


لأقول له ما يشد انتباهه ويبدد عدم اكتراثه بي 


انا من مليحة العطش يا استاذ 


ليرمي الورق ويخلع نظارته ويقوم من خلف مكتبه يرمي عليَّ سؤالا قبل ان يصل الى يديَّ مصافحاً وابن من تكون ؟؟


انا ابن الدار  التي لا بيوت شمالها ولا بيوت غربها !!


انا ابن الدار ذات الاربع  غرف بقناطر 


انا ابن الدار الوحيدة في القرية التي يصعد الى غرفها الكبيرة درب مائل 


يتسع لخمس رجال ( المِقْرَص)


ارتصت ربذانه الطويلة ثم كسيت ترابا


رحم الله بيتنا القديم ورحم جدي الذي بنى بيته الجديد محاكيا بيته القديم في بصر الحرير 


لتسيل الذكريات من جوانح الدكتور سليمان الفارس ويصحو الحنين ويبرم على اثر ذلك  موعداً للقاء طويل في مقهى الروضة التي يحب ان يجلس فيها واحب


لقد حضرت قبل ساعة من الموعد وها نحن نجلس في الردهة الداخلية للمقهى وقد احضرت صحنا من  فطائر الزعتر والجبن الشامية من مخبز اظن اسمه الطيبات خلف البرلمان 


لنبدأ حديث الذكريات العذب الذي سأنتقي منه عرساً في القرية قبل ستين سنة سأحدثكم عنه مختصرا لأعود في خواطر قادمه وأكمل حديثه الشائق


 يا لطيب العنب اشتريته من دكان قريتكم بعد ان انهيت تدريس الطلاب وفي طريقي ذاك رأيت نساء قريتكم يحملن القدور والمناسف والكفاكير والكباشي جلبنها من كل بيوت القرية فغمرني السرور وعرفت ان عرسا انتظره بفارغ الصبر لأستبين عاداتكم وتراثكم وأنا المولع بالتراث حد الهيام 


لقد بدأ العرس قبل اسبوع من الزفة على ان اجمل ايامه يوم الخميس يسبقه الاربعاء يوم مرس الكثي


وهاهي النسوة تقبل على دار العرس  هذه تحمل قمحا وتلك برغلا وغيرها تحمل الجلة وكأنه عرس الجميع وهاهي الخراف اجتمعت متفرقة فلا الفة بينها خراف قدمت من بصر الحرير وخراف من عند البدو وغيرها من قريتكم وقرى مجاورة وها هي ليلة الخميس كما اعتدتم على تسميتها تقبل وما هي ليلة الخميس بل ليلة الجمعة وتبدأ فوانيس قريتكم بالسير الى العرس يحملها الاهالي 


لقد بدأ خيط الدبكة بخمسة اشخاص وهذا ما أحزنني لقد ظننت ان اصحاب الفرح ليسو على اهمية او ان قريتكم ليست من القرى ذوات الافراح الزاهية لفقر الدبكة الى اصوات جميلة تحاكي نغمات المجوز وقائد يبهج الرائين بحركاته المتقنة


 لقد ازداد افرادالدبكة وبدأت اسمع اصوات اجمل بمعاني اروع ودبيكة امهر وانتهت تلك الوصلة لتبدأ بعدها بعشر دقائق وصلة ثانية ظمت وجوها غير وجوه الوصلة الاولى غالبهم رجال جاوزوا الاربعين انتظم بينهم غرباء من قرى مجاورة وبدوٍ  يقيمون حول القرية 


وشباب انتظموا في مؤخرة الخيط يقودهم جميعا رجل طويل خالط بياض وجنتيه الورد يرتدي قنبازاً لف عليه حزام جلد  


لقد بدأ دبكته بترنح ثابت من غير تعب وكأنه يتأهب لمباراة شاقة او دندةٍ يلج من خلالها الى روح الدبكة 


والجميع يقلد ذلك الترنح وبشكل  اخف لينتقل من التهيئةليضبط الايقاع بخبطة رجل تعلن المسير ويتوجه عازف المجوز الى واحد اومى له 


ليؤنس الليل بصوت عذب  تحركت لها الاغصان وصحت منه الحمائم ورق له النسيم 


انها الزريفة الاشهر التي تميل لها الاعناق يمنة ويسرة  في حورانكم الساحر لقد وصلت تلك الزريفة الى فلسطين مارة بالجولان واقليم البلان قاطعة جبل الشيخ الى جنوب لبنان بل الى لبنان كله ناهيك عن جبل العرب وشرقي الاردن


يا زريف الطول مالي ومالكم


سليتونا ولا جينا ابالكم 


كان عِشرة غيرنا طابت لكم


خبرونا لَندور بحوالنا


وها هو قائد الدبكة يبدأ بعرض حركات بخطوات قصيرة غير مبتعدٍ عن الخيط حتى اذا اقترب المجوز منه بدأ يناغي المجوز فلا تعرف مَن يعزف لِمَن يشبهه في ذلك  ابو طعمة اعقَيٓل الجرابعة  


انه يميل  بحركات لما اعهدها من قبل تبدو كأنها ترجمة للنغم من غير نشاز يغري  الناظر له على الاستزادة 


ان كل العرس عيونهم معلقة على القائد الذي انتقل بحركات ذات خطى اوسع يباعد بين قدميه تاركا مسافة بينه وبين وصيفه قليلا وقد بدأ ينزل الى الارض  الهوينى مثبتا احدى قدميه امامه  كفارس ناخ امام من يحب ومد الاخرى للخلف حتى يخيل لك ان الرجل الاولى هي امتداد للثانية  محركاًرأسه مع العنق حركة دائرية غاية في الجمال تفوق اسلوب  سليم وقاص وجاد الله النصرالله صاحبي ذنيبة ازرع يرافقه في النزول عازف المجوز لينهضا رويدا رويدا


 ليبدأ هز كتفيه وها انا اقف خلفه ارمق طريقة هزه التي لن يراها على حقيقتها الا الواقف بجانبه 


لقد حاول تركي المنوخ الحريري صاحب اجمل دبكة في الحراك ان يقلده لكن فرقا شاسعا بينهما على جمال حركات تركي المنوخ ابا ممدوح 


هل رأيتم سرب الطيور بلله المطر فهز ريشه؟؟


اشاهدتم مرة واحدة الخيول نهظت من البرك فهزت ما بين اكتافها؟؟؟


هل اخبركم احد عن الغزلان وقفت على السواقي فمدت اعناقها ثم نفضتها حتى لم تبق قطرة ماء واحدة 


يا آلهي ان رعشته اجمل من رعشات البط الهائم على صفحات الماء !!


لقد ادهش الجميع ووصل بهم الى ذروة الامتاع وهاهي أَكُفِهم تصفق له ليترك وصيفه راقصا 


وقد وضع يده اليسرى خلف رأسه ومدَّ الثانية الى السماء واخذ يكرج كالحجل تارةً وكالعنادل تارات ثم يقف في كرجه ذاك ويمسك خصره بكفيه ثم يميل الى اليمين والى اليسار  كأغصان زيزفون حركه النسيم 


إن ذلك الرجل من قريتكم ابهر من رأت عيني دبكاً ويكأنه اقام في قرى لبنان حتى ثمل دبكا ثم رحل الى بلد الشركس فأتقن صنعهم ثم قصد جبلنا فارتوى من ينابيع الطرب وشيوخ الدبكة 


ولو ان  احداً من المهتمين اعاره اهتمامه فألف له فرقة لعمت شهرته وذاع صيته ولوضع الشراكس واهل لبنان والقلمون وجبل العرب كلهم على يساره 


رحم الله منوخ المحسن 


صاحب الدبكات المتقنة 


والحركات الآسرة تتبعته بعد انتهاء الدبكة وطلبت منه ان يعلمني تلك الحركة التي يحسب من يراه انه هوى ارضاً باسلوب بارع فضحك وقال يا استاذ لقد امضيت سنتين تحت القناطر  اتدرب عليها بطاروس البقرة وتريد  ان تتعلمها بساعة ونهار وشهر؟؟؟


ان الدبكة فن يعتمد على الرشاقة والخفة والذوق ولطالما اغرت دبكات فكانت سببا لزواج ولله در ابراهيم الحجي الحريري كان يقصد ازرع البلد في شبابه فيشارك اهلها الاعراس فاذا دبك أسر القلوب حتى وقعت تلك المهاة الغسانية من اتباع عيسى عليه السلام ضحية رقته ولفتاته واسلوبه المتقن فمشت معه واقترنت به فثار اهلها وذهبوا الى المحكمة وحجتهم انها صغيرة غير راشدة ففاجأتهم بكلام لا يقدر عليه الا من جاوز الاربعين فأسكتت الجميع وقضت مع زوجها اجمل ايام وأهنأ عيش وانجبوا ذرية طيبة فرحم الله سميةو ابراهيم 


لقد انتهى عرض ابي محسن وهاهي القهوة تدار  وهاهو صاحب العرس يشكر الجميع ويطلب منهم التجهز للجوفيةلقد وقف  اخو دله  عيد يابوه قائدا للصف الأول مغردا بواحدة تصب الحماس في القلوب وتسخن الدماء في العروق وتوقض مواطن النخوة في الرؤوس


هيهِ يا راكبَ الحُره المعنّه


تسبق الطيرِ خفٓاقَ الجناحِ


طارشِ بَلِّغ عشيري وقلّه


قله توايق وشوف الفلاحِ


وف من هو اللي من ربعي يذله


واخرو يلتجي يم الملاحِ


والعصر حين الحيط باني ظله


بيننا وبينهم قام الصياحِ


والدخن بيننا ثار وتعله 


والزغاريت من كل النواحِ


ومع مطلع كل بيت منها تقوم النخاوي ويرتفع التصفيق الذي لو قام به ابناء اليوم لسالت الدماء من الأكف 


لله در البدو لم ارَ مشاركتهم متصدرين لا في الدبكة ولا الجوفية لعل لهم باع لا يجاريهم فيه احد فهاهم يبدؤون قصيدهم المعتمد على النفس الطويل والصوت المرتفع المتطلب للنوم تحت النجوم والرعي في السهول الفيح بعيدا عن الناس 


أن الجميع يصيخ السمع لما ستجهر به حناجرهم


عالالف ولفت الولف (ا)


دعيته وليفاً ليا


عالبي بنينا المحبة ( ب)


انا وياه الخويا


عالتي تناني وتنيتو (ت)


عالوِعد ماجا عليَّا


عالثي ثلاثه واربعه  (ث)


غزلان اتْجُول ابَريّا


عالجي لياجبينه ياضي (ج)


تِقول فانوس بعلِيَّه


عالحي حلحلهن شعورهن (ح)


حنشان وصالن عليَّاً


في قصيدة رتبت على حروف الهجاء لله در قائليها لو عُلموا الاحرف اياما وليال ما حفظوها لكنهم عرفوها بالقصيد 


وتنتهي سهرة الساحة المتحركة دبكات وجوفيات وقصيد عرب لتبدأ سهرة جالسة من لون آخر  سأختصرها بأربع روائع  كما حدثني استاذي ابدؤها بتلك التي  ربما تكون من قديم تراث سهلنا خبأها اجدادنا في ضلوعهم من روائع الحرير وحوران  تختصر وجدانها واصالتها رجمومها وسواقيها و غزلها  يرددها شيوخ الطيب والطرب واصحاب الذوق والوفاء 


في لحن لا يشبه الا تمايل السنابل في سهل حوران 


يقولون




طلعت اني رجماً منيفي


والبيوت مدوبلاتي


كم غديراً مع غديرو 


خضخضنه الملياتي


كم اصْبَيَّاً واسعدنو


بدلن فقرو بغناتي


كم صبياً عذَّبنّو


وصلنو للماتي 


يا هلا  من لو هوية


يلفها بردن العباتي 


مرحبا بخيول اهلنا 


مقبلات ومقفياتي




وشباب قريتكم لا يخال من يجتليهم انهم غير دماشقة او بيارته فلباسهم زاهٍ وشعرهم مرجل ووجوهم مصقوله وتلك ثلة منهم تنحت عن الكبار قليلا واطلقوا العنان لواحدة من أغزل ما قيل في الهجيني حتى يخيل اليك انها من حوراني ابن الملوح  ولو ان النابغة ادركها لعدها من الفرائد




يا عِلّني مع عديل الروح


وبليلة والخلق نومه




واسهر لما ان الصباح يبوح


يا سهرة ما بها لومه




وابو جديله عطرها يفوح 


ياما حلا قَصة هدوما 


يا برق يلي بالسما تلوح 


عن الولف حَدِّر غيوما


لقد ذهبت الى غرفتي لانام وصوت اهل العرس 


بدؤوا بحفل الكبة وفي اذني تلكم الزواهي مما لم اسمعه معناً ولحناً الا في حوران  أسرتني  فعَلِقَ في ذاكرتي  بعضاً منها تقول


هيهِ يا ابو قروناً ذبحني هواااااااك


ورِيْدَ انا امشي معاك تِهَرج             بْمِفْلاااااااك


🦌🦌🦌🦌🦌


رِيْدَاها ريداها كيف ما اريداهااااااا


ابْنيّةٓ يا هَلي والعسل ريقهاااااااا


🦌🦌🦌🦌🦌


يا غزالن امْقيّل بِعِلِيّتوووو


ماتِزَحْزَح ولا زاحتو نيتووو


🦌🦌🦌🦌🦌


ليكون بيتها الاخير هو الاجمل والاحزن  آخر ما سمعت من تلك التعليلة الساحرة


ياغزال  ال براس العلالي يصييييح


ما حَسّبت الحْبَيّب يفارق صحييييح


لاستييقظ صباحا على اصوات لا تشبه الا اصوات اجراس الغنم ان رافقت السواقي صُبحاً 


ترددها اصوات النساء المرافقة للرجال الذين بدؤوا بذبح الذبايح 


واستمتعوا بكل كلمة لو نُثرت امام نُقادٍ  لعدوها  من الفرائد


يا عويقل البَكْرَه مَكِّنِ إعقالو


من طَلِعْةِ النجمه شوقي سرى بو


مَن هوَ اغْرَيَّبْ واِجْنبي من بلادو


امجد اغْرَيَّبْ واجنابي من بلادو


يا مَن يعاوني ويا من يعيني


محمد يعاوني وحسين يعيني


 حمزه يرد الحِمل لصار مايل


شقشق عامود الصبح يا مِرحبا بو


من طَلِعْةِ النجمه  شوقي سرى بو


ذبحنا ذبايحنا على المرج 


الأخضر


حوالي ذبايحنا عقيقاً منعثر


بقلم الأستاذ الدكتور أحمد الحريري

عن الكاتب

منتدى حوران دوت كوم منتدى حوران دوت كوم

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

منتدى حوران دوت كوم